[◄ إن بيتا يخلو من كتاب هو بيت بلا روح ►]
ان اهمية وجود الكتاب في المنزل
يتعدى ذلك الوجود الفزيقي للكتاب
ليصل الى ابعاد مختلفة من الوجود
اول هذه الابعاد :
البعد الثقافي الذي تعبر عنه تلك الاسرة
كونها تدخل فعل القراءة ضمن اهتماماتها الاساسية
وبالتالي فهي تنشئ اطفالها على الاحتكاك بالكتاب وتصفحه
البعد الاجتماعي وهو يتلخص اساسا في تحصيل مجموعة
كتب نفيسة وموسوعات علمية تدل على المستوى الاجتماعي
الرفيع الذي تتميز به تلك الاسرة في محيطها الاجتماعي
وتشكيل خزانة منزلية تضم أمهات الكتب امر يتعذر توفيره
البعد التربوي وهو الاساس ضمن هذه الابعاد جميعها
اذ يشكل حضور الكتاب طريقة تربوية
يتم بواسطتها تعليم الابناء على تحصيل معلوماتهم
مباشرة من مصادرها الاولى دون الوثوق باي
مرجع اخر قد يكون مضللا.
وعموما يلاحظ على مستوى الملاحظة السوسيولوجية
غياب للكتاب داخل البيوت العربية والمغربية
اذ نادرا ما نجد بيتا مغربيا او لنقل بيتا عربيا
يضم ضمن محتوياته خزانة منزلية
لان هذا العرف لا يدخل ضمن اهتمامات الانسان العربي
وهو الذي لم يتربى اصلا على فعل القراءة في البيت
مع اسرته حتى يمكنه ان ينشئ ابناءه
على فعل القراءة
لان فاقد الشيء لا يعطيه
وعلى مستوى اخر هناك اسر عربية برجوازية
تقتني الكتاب وتضعه في الخزانة
لكنه يبقى في الرفوف للديكور
وتصبح الخزانة مجرد ديكور منزلي مثله
مثل المجسم الذي نحث امام بيت الفيلا الواسعة
ولا ينزل الكتاب الى الجلسات المخملية التي تقيمها
مع الاصدقاء ولا يستفيد الابناء من مضامينها
ويصبح الكتاب قطعة اثرية على الرفوف تجمع غبار الزمن
ختاما يمكن القول ان هناك غياب لثقافة القراءة
على نطاق واسع
وان الكتاب يشكل عقدة نفسية يصعب التحرر منها
وان المطالعة هي وسيلة للحاق بركب البلدان المتقدمة
وليست عملا ترفيهيا يمكن الاستغناء عنه كما يتصوره العرب .