التربية الأسرية والاجتماعية
العلاقة بين الوالدين
يرجع الفضل في حياة كل ولد لوالديه هما من ربياه وعلماه، فالأم حملته تسعة
أشهر بما فيها من تعب وثقل مخاض وولادة وإرضاع، كما أن الأب لا يقل تعبا
بين الرعاية والإنفاق.
من هنا من اللازم أن تكون علاقة المسلم بوالديه علاقة حسنة. فالإحسان
للوالدين والبر بهما، وخفض الجناح لهما أمر واجب، وكذا طاعتهما، يقول
تعالى: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا" (الإسراء، الآية 23).
صلة الرحم
يعتبر قاطع الرحم خارجا من رحمة الله تعالى، وصلة الرحم هي تبادل الزيارات
مع الأهل والأحباب بانتظام، وهي مسألة تؤدي إلى التضامن والتوادد والتحاب
بين أفراد المجتمع، وصلة الرحم فضيلة إسلامية، فمن أسماء الله الرحمان يقول
تعالى في الحديث القدسي: "أنا الله وأنا الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها
اسما من إسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها قطعته"، وفضل صلة الرحم أنها
توسع الرزق، وتزيد صاحبها الجنة وتكفر خطاياه، وقاطع الرحم يستحق اللعنة،
يقول صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة قاطع رحم".
والشرع الإسلامي حينما حرم الربا فإنه رغب في القرض الحسن لوجه الله لتحقيق
مبدإ التكافل الاجتماعي.
حسن الجوار:
للجيران حقوق عليك يجب الوفاء بها من الإحسان إليهم ومعاملتهم برفق، وكف
الأذى عنهم: يقول صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا
يؤذ جاره"، ومن الحقوق عدم شتمه أو سبه، وعلى الجار أن يحمي جاره من كل
سوء يلحقه، قال صلى الله عليه وسلم: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت
أنه سيورثه".
وإذا أحسن الجوار عاش الإنسان في هناء، وشعر بالأمان في وسط الناس على أسس
إسلامية صافية.
الرعاية الاجتماعية في الإسلام
يدعو الإسلام إلى الرعاية الاجتماعية بين الكبار والصغار وذلك بالتضامن بين
كافة أفراد المجتمع، ورحم القوي للضعيف ونصرة المسلم لأخيه المسلم.
والرعاية هي تفقد أحوال الضعفاء من الأمة من طرف كبار القادة، وكذا من طرف
الآباء لأبنائهم أو من طرف الأبناء لآبائهم في حالة الكبر.