ثورة إيريك غيريتس

هكذا عودتنا الكرة المغربية على تقديم الكرة الجميلة و العروض المثيرة و الأهداف الغزيرة، هكذا
يوحي إلينا اللون الأخضر و الأحمر ،أو الأحمر و الأخضر، نتبع ظله وخياله
لنقبض على الكرة التي تمتع النظر و تسحر الألباب، إنها الكرة الشاملة التي
إختارها المدرب الأسطورة المهدي فاريا مع جيل خيري و الظلمي و بودربالة،و
غيرهم من سحرة الملاعب، الذين دوخوا الخصوم و فاجئو المتتبعين، بذات
الأسلوب المنفتح، الكل يهاجم و الكل يدافع إذ يتحول المدافع إلى مهاجم، و
المهاجم إلى مدافع، و هكذا تدور العجلة المغربية.تدوس على الخصوم بالأهداف،
و لا يهدئ لها البال إلى بعد صافرة النهاية.
المباراة الأخيرة لم تكن إلا لتجسد أن الكرة المغربية لم تغير قط من
مفاهيمها، و لم تعلن الولاء للخطط التكتيكية الجديدة، التي تعتمد على قتل
الفرجة و الاعتماد على الأحصنة الدفاعية، كما وقع في مباراة الذهاب و تسييج
المرمى و اصطياد أنصاف الفرص لبلوغ الهدف .
لم تعرف الكرة المغربية معنى التراجع و خدع الخصوم، لقد أخذت على عاتقها
أن تبدأ بالهجوم،و لا شيء غير الهجوم، لتسجيل الأهداف. لكن ماذا سننتظر من
منتخب مغربي يكون مدربه أحد أبرز المهاجمين الذين كتبو قصص حب مع المرمى
؟؟
أكيد سننتظر أكثر مما كان، هكذا المدرب و المهاجم السابق و الفنان إريك
جيريتس أبى إلا أن يجعل من منتخب المغرب أنشودة يتغنى باسلوبها كل متتبع و
شغوف باللعب الجميل، فما قدمه المنتخب المغربي من عروض أمام كل من أيرلندا و
النيجر و مبارتي الجزائر ذهابا و إيابا يستحق كل الإشادة و التنويه فبنفس
التسعيرة و الأداء أسقط منتخب الثعالب و خدش كبريائه أداءا و نتيجة .. و
بدون مقدمات استطاع أن يؤكد أن الكرة المغربية سيبقى كعبها عال و أسلوبها
مثال يحتذى به لزعزعة الطقوس التكتيكية الجديدة و لا تنال منها الخطط
العصرية الجديدة . و زاد أريك بحكمه أنه مهاجم سابق يهوى الهجوم ليضفي على
المنتخب المغربي نكهة خاصة و لمسة تجمع بين الطابع الهجومي و الواقعية في
الأداء ، لا إفراط و لا تفريط، و كأن هذا المنتخب عندما يفكر و يريد
التسجيل ، فإنه يبلغ المرمى بسهولة ، و عندما يتأثر الدفاع فإنه يتحول إلى
أخطبوط يسد كل المنافذ و يحمي مرماه .

من نتائج المبارتين الحاسمتين أمام الجزائر أكد هذا الطرح ، إذ تمكن
من تسجيل أربع أهداف و دخل مرماه هدف واحد عن طريق ضربة جزاء مشكوك في
صحتها ، على أن الخصم يعتبر دون منازع من العيار الثقيل ..
و الظاهر أن
المنتخب المغربي و من خلال طريقة لعبه نجده قد استفاد من أخطاء الماضي ،
فما كان يجهض أحلامه هي السذاجة في التعامل مع المباريات، إذ ليس كل من
يمتع يفوز، و هكذا كان المنتخب المغربي يخرج خاوي الوفاض و يدفع فاتورة
اندفاعه غاليا.

إريك غيريتس يراهن خلال التصفيات على الإثنين الهجوم و الدفاع ، و
عندما تفوز على منتخب من طينة المتأهل العربي الوحيد لكأس العالم الماضي
بالأداء قبل النتيجة فالأكيد أن أسلوب غيريتس ناجح مائة بالمائة و المنتخب
المغربي ماض نحو الطريق الصحيح لكاس أفريقيا ٢٠١٢ و كاس العالم ٢٠١٤
و
مع ذلك يبقى الحكم المطلق في الواقع سابقا لأوانه عن مدى نجاعة الأسلوب
المغربي في الأدوار المقبلة و إلى أي حد يستطيع الإخلاص لهذا الانفتاح
الهجومي..
سنرى إذن إن كان منتخبنا الوطني يستحق منا أن نصفه بالمنتخب الكامل الأوصاف.

» إيريك غيريتس : تاعرابت سيعود يوما ما
» بيم فيربيك على خطى ايريك غيريتس
» غيريتس يرفض عرضا خياليا من قطر
» هل هو سحر غيريتس ام حكاية من حكايات الف ليلة وليلة؟؟؟
» غيريتس يعود لفريقه السابق الهلال السعودي