نضرة على فريق كان مشعل الكرة المغربية...

يعتبر الأولمبيك البيضاوي أحد أعرق وأقدم الأندية المغربية. خلال بداية العشرينات من القرن الماضي و بالضبط سنة 1904 قرر مجموعة من الفرنسيين القاطنين بمدينة الدار البيضاء والمشتغلين بشركة الحليب إنشاء نادي ترفيهي متعدد الرياضات إسمه جمعية الحليب. بعد الإستقلال بقي النادي تحت وصاية شركة الحليب و إنخرط في أقسام كرة القدم المحلية.
لعب الفريق مقابلة سد للصعود للقسم التاني أمام فريق شركة كروش للمشروبات الغازية وإنهزم خلالها سنة 1979 لكن الحظ جانب الجمعية بعد إنسحاب شركة كروش للمشروبات الغازية و تم شراء أسهمها وبدأ الفريق بإنتداب أكبر اللاعبين. تم تسميته بعدها الأولمبيك البيضاوي وإدماجه في شركة أونا أكبر شركة هولدينغ و بعدها الإندماج التاريخي و الأخير رفقة الرجاء.
مباشرة بعد الإنجاز الرائع لمنتخبنا الوطني في مونديال مكسيكو 1986
تم ميلاد وظهور فريق قوي بالقسم الممتاز "جمعية الحليب" والذي سيسمى فيما بعد
« بالأولمبيك البيضاوي»
والذي سيضل ظاهرة و أسطورة الفرق المغربية و العربية
حيث استطاع أن يحقق منذ صعوده إلى القسم الأول ألقابا وطنية و قارية لم يستطع أي فريق عريق أن يحققها بنفس السرعة التي حققها الأولمبيك البيضاوي "جمعية الحليب "
يكفي أنه هو الفريق العربي الوحيد الذي نال كأس الكؤوس العربية 3 مرات على التوالي سنة 1991؛ 1992 و 1993 و في 1994 كاد أن يحرز اللقب لولا ظلم الحكم المصري له في مباراة النصف النهائي أمام الأهلي المصري و التي أقيمت في مصر. حيث قام بطرد 4 لاعبين للأولمبيك ورغم ذلك إنتهت المباراة لصالح المصريين ب 3 -2 .
أود أن أشير فقط إلى أن الفريق حقق أول لقب له بكأس العرش سنة 1983 وكان يلعب بالقسم الثاني حيث تغلب
على الرجاء في المباراة النهائية ; "و يعد بذلك أول فريق يحقق كأس العرش وهو يلعب بالقسم الثاني ".
وفي سنة 1986 كما ذكرت سابقا إستطاع الفريق الصعود إلى القسم الأول.
حيث أبدع و أمتع فاستطاع أن يحرز كأس العرش للمرة الثانية له في مباراة مثيرة أمام الجيش الملكي سنة 1990 م و التي خولت له المشاركة في كأس الكؤوس العربية سنة 1991 م ليفوز بها عن جدارة و استحقاق حيث رفع إسم المغرب عاليا في الميادين العربية .وفي سنة 1992 م سيتمكن الأولمبيك من تحقيق كأس العرش للمرة الثالثة له أمام الرجاء .
ليواصل الفريق تألقه في إحراز كأس الكؤوس العربية سنة 1992 و 1993 أمام عمالقة الكرة العربية. لتأتي سنة 1994 م و تكمل أفراح الفريق بإحرازه للقب البطولة الوطنية
كل هذه الإنجازات التي حققها الفريق الغالي أكثرت من حساده الذين كانوا من كبار مسييري الكرة الوطنية فساهموا في القضاء عليه بعد عدة مؤامرات عن طريق تشتيت وإبعاده عن الشركات التي كانت تعيله و تموله ليضطر الفريق إلى مغادرة الميادين الكروية بصفة نهائية بعدما تم إدماجه مع الرجاء البيضاوي سنة 1995 م.
هذا الإندماج الذي أعطى أكله فحول فريق الرجاء من فريق مغمور إفريقيا إلى المتسيد إفريقيا ووطنيا حيث حققت الرجاء بفضل ترسانة لاعبي الأولمبيك بمختلف فئاته تحت قيادة المدرب البوسني الممتاز المرحوم "وحيد" (الذي كان يدرب الأولمبيك) لقب البطولة الوطنية 6 مرات على التوالي بالإضافة إلى كأس عصبة الأبطال الإفريقية سنة 1997 م
ومجيئ الداهية أوسكار فيلوني واصلت الرجاء تألقها مستفيدة من نتائج الإندماج مع الأولمبيك من إحراز آخر كأس كأس عصبة الأبطال الإفريقية في القرن العشرين سنة 1999 م والتي خولت لها المشاركة في أول دورة لكأس العالم للأندية. لهذا السبب يرتدي لاعبوا الرجاء البيضاوي أقمصة باللونين الأزرق و الأبيض حيث كان الزي الرسمي لفريق الأولمبيك البيضاوي علما أن الزي الرسمي للرجاء هو الأخضر و الأبيض
جل المحللين الرياضيين العرب و صفوا فريق الأولمبيك البيضاوي بظاهرة و أسطورة الفرق المغربية و العربية. و منذ ذلك الحين وكرتنا الوطنية تعاني على صعيد المنتخب و الفرق باستثناء إنجازات المنتخب الأولمبي حتى الرجاء لم تعد كما كانت لأنها تنكر دور ما حققه إندماجها بالأولمبيك البيضاوي. حيث كانت مهددة بالنزول للقسم الثاني موسم 2007 /2006 كما تراجعت على الصعيد الإفريقي حيث منذ نهاية القرن العشرين 1999
لم تستطع إحراز دوري أبطال إفريقيا باستثناء كأس الإتحاد الإفريقي الذي أحرزته سنة 2003 م.
في نظركم هل قامت دول عربية و إفريقية أو أوروبية من إدماج فرق ساهمت في
تمثيلها أحسن تمثيل مثل الأولمبيك البيضاوي ؟؟؟؟
وختاما أقول أنه لا يمكن لأي فريق مغربي أن يصبح مثل الأولمبيك و لن يتمكن من تحقيق ما حققه الأولمبيك البيضاوي. كما أقول لكل عشاق الرجاء البيضاوي أني لا أريد أن أنقص من حجم وإنجازات الفريق بموضوعي هذا بل فقط حاولت أن أطرح واقعة حقيقية شلت الكرة الوطنية و لم تطرحها و سائل الإعلام الوطنية

» -------]السر إخفاق الكرة المغربية[--------
» مشهد كوميدي يلخص واقع الكرة المغربية
» الكرة المغربية : فضائل الإحتراف ... و بوادر الإنحراف
» الملعب ليس كما تتوقعون أبدا !! نضرة شخصية ...
» قنواتنا المغربية وأكذوبة حقوق البث